نشأت في منطقة الصقلاوية بمحافظة الأنبار في العراق، حيث يلتقي هدوء الريف بحيوية المدينة. منذ طفولتي كنت محاطًا بالحيوانات – الأغنام والأبقار حقل دواجن واسع يضم آلاف الدجاج. علّمتني الحياة في مزرعة والدي المسؤولية والصبر ومتعة العناية بالحيوانات. وعندما أعود بالذاكرة، أجد أن تلك التجارب الأولى أشعلت شغفًا دائمًا بالطب البيطري، ورسمت لي طريقًا أوصلني اليوم إلى مرحلة الدكتوراه.
حتى في طفولتي، كنت منخرطًا في إيقاع المزرعة اليومي. بعد المدرسة كنت أعتني بالأغنام، وبحلول المرحلة المتوسطة توسعت مسؤولياتي لتشمل رعاية الأبقار. ومع الوقت أصبحت مسؤولاً عن الدجاج – بدءًا من البياض وصولاً إلى اللاحم – خصوصًا في العطل المدرسية حيث كنت أعمل مكان العمال بدوام كامل. كنت أشرف على مزارع اللاحم منذ اليوم الأول وحتى مرحلة التسويق، مدبرًا العملية بأكملها بشكل مستقل. تلك السنوات التكوينية علّمتني الانضباط، وحل المشكلات عمليًا، وفن رعاية الحيوانات – دروس رافقتني في كل خطوة من مسيرتي.
اختيار دراسة الطب البيطري كان أمرًا طبيعيًا. بدأت دراستي في كلية الطب البيطري بجامعة الموصل، وأكملت بقية المرحلة الجامعية في جامعة الفلوجة. وتخرجت بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة البيطرية، وكان لي شرف التعلم على يد الدكتور زياد خلف جلّوب، أستاذ أمراض الدواجن الذي كان لإرشاده أثر عميق في مساري الأكاديمي والمهني.
في عام 2013 انتقلت إلى بغداد لأكمل دراسة الماجستير في أمراض الدواجن، حيث درست على يد أساتذة متميزين مثل الدكتورة بلقيس حسن علي، والدكتور عماد جواد خماس، والدكتور عبد الأمير حسين زاهد. ساعدني توجيههم في توسيع معرفتي، وصقل مهاراتي البحثية، واكتساب خبرة عملية لا تزال تؤثر في عملي حتى اليوم. وأنا ممتن جدًا لدعمهم خلال هذه المرحلة المهمة من مسيرتي.
في عام 2017 انضممت إلى ملاك كلية الطب البيطري بجامعة الفلوجة، نفس الكلية التي حصلت منها على شهادة البكالوريوس. كان العمل جنبًا إلى جنب مع أساتذتي السابقين شرفًا كبيرًا لي. ومع مرور الوقت، تقدمت في السلم الأكاديمي – من مدرس مساعد إلى مدرس ثم إلى أستاذ مساعد – وكل ذلك قبل حصولي على الدكتوراه. كان كل تقدم يعكس التزامي العميق وتنامي خبرتي وحرصي على التدريس والبحث والممارسة البيطرية.
اليوم، الأول من أيلول 2025، يمثل بداية رحلتي في نيل درجة الدكتوراه – لحظة مليئة بالحماس والتأمل. هذه المرحلة تحمل معنى خاصًا لأنها تعيدني إلى كلية الطب البيطري بجامعة الموصل، المكان الذي بدأت منه رحلتي في عالم الطب البيطري. أشعر وكأنني أعود إلى نقطة البداية، جامعًا بين دروس الماضي وطموحات المستقبل. أتطلع إلى توسيع معارفي، ومتابعة الأبحاث المتقدمة، والمساهمة بشكل مؤثر في علوم الطب البيطري.
أدعوكم جميعًا لمشاركة آرائكم وأفكاركم ومقترحاتكم حول مستقبل هذا الموقع. آراؤكم ثمينة بالنسبة لي، وأتمنى أن أجعل من هذا المنبر مساحة للتعلم والتواصل وتبادل الخبرات مع كل المهتمين بعالم الطب البيطري.
لا تترددوا في التواصل معي مباشرة أو ترك تعليقات أو إرسال اقتراحاتكم. كل فكرة تهمني، ومشاركتكم ستسهم في تشكيل مستقبل هذا المنبر.